الخالدين-The Immortals
على مر التاريخ في كل دولة أو إمبراطورية، كان في فئة من الجيش هي إللي بتخلي كفّة الميزان بتاعهم تطب زي ما بنقول، ومن الإغريق للعرب للفرس وروسيا، كانت كل إمبراطورية عندها كتيبة تعتبر صفوة الجيش وبتخاف منها باقي الجيوش.
تعالى أكلمك النهاردة عن "الخالدين-Immortals"
لو إتفرجت على فيلم 300 فإنت أكيد شوفت الجنود إللي لابسة أقنعة تحت دي، أهو دول هما الخالدين، صفوة جيش الإمبراطورية الفارسية الأولى أو الأخمينية وقتها. كانت تعتبر وحدة المشاة التقيلة للفُرس (إيران حاليًا) والحامية الخاصة بتاع الملك.
طبعًا إنت عارف إنه الفرس والإغريق كانوا على عداء تام وخلاف، فتخيل إن هيرودوت الأغريقي نفسه هو إللي بيمجد في قوتهم.. الخالدين يا سيدي كانوا كتيبة عملاقة جدًا من الجنود إللي إّتسموا بكبر وضخامة بنية الجسم وكأنهم مش بشر(بيتم إختيارهم واحد واحد من وسط الشعب بأكمله والجيش)، عددهم كان بالظبط 10.000 جندي، ما بيزدوش ولا ينقصوا ولو حد منهم مات، بيجندوا واحد مكانه. السبب إللي خلى هيرودوت وباقي جنود عصرهم يطلقوا عليهم الأسم دا، هو إنهم أثناء القتال، لو واحد منهم إتصاب وسقط أو مات، بياخدوه بسرعة تاني لور، ويجي مكانة جندي تاني، فإنت لو بتحاربهم، هتلاقيهم ما بيخلصوش أبدًا أو مابيموتوش.
الجنود دي كانت على أعلى درجة من فنون القتال والحرب ومعروف إنها لو شاركت في حرب بأمر من الملك، هما الكسبانين خلاص، ودا بعيدًا عن ضخامتهم وشكلهم الموحد إللي كان بيسبب الرعب للجنود المعادية.. كانوا بيختاروهم من أهلهم من سن 5 سنين وعلى حسب هيئة كل واحد البدنية ويعزلوهم عن أهلهم بالقوة ويدخلوهم تدريب مكثف وشديد جدًا لغاية ما يبقى عنده 15 سنة ولو نجى، بيدخل الجيش ويبدأ التدريب الأكبر وهو بيقضي خدمته لغاية سن الـ50.
من أشهر تدريباتهم وهواياتهم الخاصة، هي صيد القطط الكبيرة زي النمور والأسود والفهود :"|
بدأوا خدمتهم للإمبراطورية من أول سايروس العظيم ولغاية زركسيس إللي إنهزموا لأول مرة في عهده على إيد الإغريق بعد ما أنهك صفوفهم الـ300 إسبارطي.. وبعدها إستخدموا أكتر من مره للحروب مع الإمبراطورية البيزنطية والفرنسية وإيران.
للأسف، الفرس مكنش عندهم القوة الحربية بتاع الأغريق أو باقي الإمبراطوريات التانية، كانوا بيحاربوا بأسلحة خشبية وأدرع خشبية ودا مايجيش حاجة جمب أسلحو ودروع وسيوف الإغريق، فكانوا بيعوضوا عن دا بكبر عددهم.. زركسيس لوحده كان تحت إيده حوالي 3 مليون جندي بيقودهم الـ10.000 الخالدين.
من حملات التشوية اللي كانت بتعملها ضدهم الإمبراطورية الإغريقية، هي إتهامهم بالهمجية وإطلاق لفظ بربر عليهم، لكنهم كانوا أذكيا جدًا وبارعين في الحرب النفسية، على سبيل المثال، في 525 قبل الميلاد، في معركة الفارما إللي قامت عشان إمرأه واحدة بس.
الملك قمبيز التاني كان عايز يتجوز بنت أماسيس (بسماتيك الـ3) فرعون مصر.. أماسيس كان خايف إن بنته هتكون محظية أو عشيقة للملك قمبيز بدل ما تكون زوجته الرسمية، فمرضاش يجوزهاله وقام بتهيئة بنت فرعون مصر إللي قبله وبعتهاله على إنها بنته، لكن قمبيز عرف الخدعة إللي إتعملت فيه وقرر إنه يسيطر على مصر.
قمبيز قام بوضع خططته بذكاء شوية، قبل ما يهجم على مصر، عرف إن المصريين بيقدسوا جدًا القطط لدرجة إنه في إله مصري على شكل قطة، فأمر الجنود بتوعه كلهم برسم قطه كاملة على الدرع إللي في إيديهم.. لما راحوا أرض المعركة، أخدوا معاهم قطيع كبير جدًا من القطط ومشوهم قدامهم، المصريين طبعًا خافوا ليقتلوا كائن مقدس زي دا أو حتى يحاربوهم وإستسلم الجيش، فقام جنود قمبيز بذبح أكتر من 70.000 جندي مصري، في حين إننا قتلنا منهم حوالي 7.000 بس، وللأسف تمكن من الإستيلاء على مصر وتنصيب نفسه فرعون.
منقول من صفحة المبدع