حاملة الطائرات USS Enterprise
طاقم حاملة الطائرات USS Enterprise (أول حاملة طائرات بمحركات نووية) في رلحتها البكر ينظم نفسه على شكل أشهر معادلة في العالم، معادلة النسبية الخاصة E = mc² التي قام على أكتافها عصر الطاقة النووية، حيث أن المعادلة تفسر سر القوة الهائلة للطاقة النووية، حيث تقول المعادلة بأن الطاقة = الكتلة مضروبة في سرعة الضوء تربيع (رقم مهول جدًا جدًا) بمعنى أن الطاقة والكتلة مظاهر مختلفة لنفس الشيء، أو بمعنى أن أي شيء أو عنصر إذا فقد كتلة ستتحول إلى طاقة هائلة جدًا جدًا جدًا جدًا (والعكس، أو إذا أردت صناعة مقدار ضئيل جدًا من الكتلة تحتاج لكم مهول من الطاقة) وهذا ما تفعله العناصر المشعة أو النووية، تفقد كتلة بسبب أنها غير مستقرة ذريًا فتفقد كتلة عن طريق الإشعاع لتصل لحالة أكثر ثباتــًا ومع الكتلة المفقودة تشع طاقة هائلة (100 مليون ضعف التفاعلات الكيميائية التقليدية!) وإذا تم تحفيز العملية بتدخل بشري ينتج أكثر شيء مرعب أخترعه البشر (القنبلة النووية.)
.
في الحقيقة أن الطاقة النووية أقوى من الطاقة الكيميائية، لدرجة أنك إذا كنت تشحن سيارتك بوقود نووي بدلًا من وقود حفري تقليدي (بنزين) لن تحتاج أكثر من 2 جرام وقود لكي تقود السيارة على مدار عمرها الإفتراضي كله بدون الحاجة لإعادة التموين مرة أخرى، لأن 2 جرام وقود نووي بهم من الطاقة أكثر من 57,000 لتر بنزين، ولو شحنت السيارة بأقل من 7 جرام وقود نووي، تستطيع قيادتها لأكثر من 100 عام بلا أي مشاكل أو حاجة لإعادة الشحن، وهكذا تستطيع حاملة الطائرات عن طريق مفاعلاتها النووية السفر كما يحلو لها على مدار حياتها بدون الحاجة لإعادة شحن الوقود، وهي أيضـًا نفس الطريقة المستخدمة لإرسال سفن الفضاء لمسافة مليارات الكيلومترات من الأميال في الفضاء.
.
ملحوظة على الهامش، إذا كنت تتساءل عن علاقة سرعة الضوء بالكتلة والطاقة أو لماذا أختيرت سرعة الضوء كمعيار للموضوع، على الرغم من أن الربط بين سرعة الضوء والكتلة والطاقة غير واضح، فالموضوع يعود لأ، أينشتاين في النسبية الخاصة كان يحاول مصالحة أو تلصيم فكرتين متضاربتين في الفيزياء الكلاسيكية، حيث أن فيزياء نيوتن تقول أن الزخم momentum - أو قوة الدفع - متعلق بشكل مباشر بكتلة الشيء، بينما معادلات ماكسويل للكعرومغناطيسية توضح أن الفوتون (الوحدة المكونة للضوء) له زخم على الرغم من أنه عديم الكتلة، والمسار الفكري الذي أتبعه أينشتاين في مصالحة هذا التضارب في ورقته العلمية عن النسبية الخاصة هو ما أدى للإرتباط الوثيق بين سرعة الضوء وتلك الكميات الفيزيائية.